Admin المدير العام
المساهمات : 140 تاريخ التسجيل : 10/06/2009
| موضوع: الآية : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت الأربعاء يونيو 17, 2009 7:15 am | |
| الحمد لله رب العالمين له النعمة و له الفضل و له الثناء الحسن و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد و على ءاله و شرف و كرم. يقول الله تبارك و تعالى:{ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }، الإبل فيها ءايات على قدرة الله و حكمته لها مزايا لا توجد في غيرها تصبر على الماء سبعة أيام و هي في السير في الطريق ثم تحمل ما لا يحمله غيرها من الأنعام العرب الرحل الذين يسكنون بيوت الشعر كانوا يضعون هذه البيوت على ظهرها و يتنقلون إلى حيث يريدون و فيها غير هذا من المزايا، معناه أن هؤلاء الكفار الذين يعبدون الأوثان إفلا يتفكرون في صفات خِلقة الإبل التي هي عجيبة و إلى السماء التي فيها عجائب مما يدل على قدرة الله و على حكمته و علمه ثم أيضاً ألا يقكرون في الجبال كيف ركزها الله تعالى على وجه الأرض لأن فيها منافع و مزايا كثيرة ثم ألا يفكرون في الأرض كيف سطحت أي جعلها الله ممتدة واسعة بحيث يتمكن البشر من أن يعيشوا عليها، ما يتفكرون في كل هذا معناه كان حقاً عليهم أن يتفكروا فيؤمنوا بالله و يتركوا عبادة الأوثان، سطحت معناه وسعت الأرض الله وسَّعها ما جعلها شيئاً حاداً لا يمكن السكنى عليها و العيش فيها جعل فيها أماكن مرتفعة و أماكن منخفضة لأن الأماكن المرتفعة لها مزية على غيرها و الأراضي المنخفضة لها مزية على غيرها كلٌ خلقه الله لحكمة كلٌ يدل على حكمة الله و قدرته وجود هذه العوالم و وجود هذه الأرض و السماء و وجود الإنسان يدل على ذلك الإنسان نفسه يعرف أن له خالقاً أوجده و أوجد هذه الأرض و السماوات لو تفكر و أن هذه العوالم ما أوجدت نفسها. أما ءادم عليه السلام الله ألهمه الإيمان أول ما خُلق و النباتات ما أوجدت نفسها و هكذا النجوم و هكذا الزرع هذا دليلٌ عقليٌ على وجود الله. الإنسان لو لم يسمع بالقرءان أو بالأنبياء عند أبي حنيفة إن لم يؤمن بالله فلا عذر له في الآخرة بل يعذب لأنه لو تفكر لعرف أن لهذا العالم خالقاً لا يشبهه هو ضر نفسه ليس له عذر نفسه فيها دليلٌ على وجود الله لو تفكر يقول أنا كنت بعد أن لم أكن و ما كان بعد ما لم يكن لا بد له من مكون و أنا لي مكون لو فكر الإنسان في نفسه يعرف ان له خالقاً خلقه و أنه لا يجوز عبادة غيره ليس الأمر كما يقول بعض الملاحدة بعض الملاحدة يقولون ما من إنسان إلا من نطفة و ما من نطفة إلا من إنسان إلى غير نهاية و هذا كفرٌ كذلك يقولون ما من بيضة إلا من دجاجة و ما من دجاجة إلا من بيضة إلى ما لا نهاية له هؤلاء كلامهم باطل، الإنسان له أول و البهائم لها أول كانت معدومة ثم وجدت فمن اعتقد خلاف هذا فهو كافرٌ. هؤلاء يقولون الإنسان ليس لجنسه حدٌ ينتهي إليه كذلك عندهم الدجاج و البقر عقولهم سخيفة جعلوا العالم أزلياً جعلوا الإنسان أزلياً و الدجاج كذلك و البقر كذلك و القمح و الشعير و الحمص كل هؤلاء عندهم أزلية كما أن الله ليس لوجوده ابتداء من أكفر الكفار هؤلاء. العقل الصحيح ينكر ذلك و لا يقبله لو لم ينظر الشخص في القرءان العقل الصحيح يدل على أن هذا باطل الشخص لو تفكر يعرف أنه حادثٌ و أبوه كذلك و جده كذلك إلى أول البشر لأن كل نوعٍ من أنواع العالم متغيرٌ و المتغير يستحيل أن يكون أزلياً لأن الأزلي لا يتغير. الإستدلال العقلي واجبٌ لكن ليس شرطاً لصحة الإيمان لو عرف العقيدة الصفات الثلاث عشرة فرضٌ عليه أن يعرف الدليل العقلي على وجود الله فإن لم يعرف فهو عاصي إيمانه صحيحٌ لكنه عاصٍ لأنه ترك فرضاً. من جملة طرق الإستدلال أن يقول الشخص في قلبه العالم متغيرٌ و كل متغير حادثٌ فالعالم حادثٌ هذا شىءٌ يعترف به العقل الصحيح ثم من هذا يُفهم فالحادث لا بد له أن يفهم أنه لا بد له من محدثٍ خلقه و أوجده و محدثه موجودٌ لا يشبهه بوجهٍ من الوجوه ليس حادثاً و هو الله. اسم الله عرفناه من طريق الأنبياء ءادم علم أبناءه أن خالق العالم اسمه الله أما وجوده بالعقل يعرف من دون أن يُسمع من الأنبياء فلذلك قال أبو حنيفة رضي الله عنه لا عذر له من لم يعرف خالقه و لو كان لم يسمع بالأنبياء و لا سمع أنهم دعوا الناس إلى الإيمان بالله قال لا عذر له أي أنه يعذب في الآخرة كالذي بلغته الدعوة، لكن فيما سوى الإيمان بالله يقول أبو حنيفة إنه معذورٌ لأنه ما سمع بدعوة الأنبياء. قوله تعالى{ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }، هذه الآية ليس لها علاقة بالكروية إنما معناها ممتدة و واسعة يعيش عليها البشر. ورد في الحديث أن غلاماً كان مع أمه على جبلٍ و هذا الغلام صار يفكر فقال يا أمي من خلق الأرض؟ قالت له: الله، ثم لما يقول من خلق كذا تقول له: الله، فأخذه الحال فتدهده حتى مات من شدة ما نزل بقلبه من الخوف من الله. القلوب أشكالٌ و ألوان، بعض الناس إذا سمعوا اسم الله تأخذه قشعريرة من الخوف من الله. كان رجلٌ تقيٌ إذا سمع اسم الله يرتعد فقال عنه بعض الناس إنه مراءي، فقال لما أموت و أُحمل على نعشي اذكروا اسم الله فإن لم أنتفض فأنا كاذبٌ ثم لما مات و حملوه على النعش ذكروا اسم الله أمامه فانتفض. و الحمد لله أولاً و ءاخراً و صلى الله و سلم على النبي محمدٍ و ءاله و بارك الله فيكم.
| |
|